الثلاثاء، 5 نوفمبر 2019

مهمة في بلاد "الشاليمارك"


 مهمةٌ في بلادِ ’’الشالِيمارْكْ‘‘

شاهد الفيديو




قفزَ القردُ ’’سانسونْ‘‘ مِنْ على الشجرةِ القريبةِ ؛ وقالَ :
يا ’’دمنةُ‘‘ .. كنتُ في طرفِ الغابةِ ، فوجدتُ بعضَ الصيادينَ يترصدونَ ؛ فاختبأتُ فوقَ الشجرةِ التي بها يستظِلونَ ، فسمعتُ أحدَهُمْ يقولُ ؛ إنَّ في بلادِ ’’الشالِيمارْكْ‘‘ .. برزَ بعضُ السُفهاءِ خَرِبِي العقول ؛ الذِينَ تَطُولُ ألسِنَتُهُمْ وتقول ؛ ما لا يليقُ برسولِ البشرية ، بزعمِ أنَّ للأقوالِ حُرِّيَة .

صلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّم ؛ ما كانَ إلَّا بالخيرِ يتكلم ؛ وبدينِ اللهِ يُعْلِم ، الصادِقُ الأمين ، حبيبُ اللهِ أيها الملاعين .

فقالَ الملكُ ’’دَبْشـَلِيم‘‘ للفيلسوف ’’بَيْدَبـَا‘‘ :
وكيفَ يجرُؤُ هَؤُلاءِ السافِلُونَ ، أنْ تَنْطِقْ ألسِنَتُهُمْ بما يقولونَ ، ألا يُدِينُونَ بِدِينٍ ؟!! 

قال ’’بَيْدَبـَا‘‘  :
إنَّ السَفِيهَ إذا غـَلَّ ضـَلَّ ، وإذا حـَسـَدَ فـَسـَدَ .

فإنْ كانوا يَعْتَنِقُونَ دِينَهُمْ حَقاً  فهو مِنْ عِندِ اللهِ ، فيمنَعُهُمْ دِينُهُمْ مِنْ أنْ يَسـُبُّوا رَسُولَ اللهِ ، فالإلهُ واحد .. وإنَّ دِينَهُمْ دِينُ الإخَاءِ والتَسَامُح ؛ فَمَنْ قالَ هذا فإنَّهُ حتى عن دِينِهِ جَامِح .
وقال الله تعالى
 {لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيرًا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُور}
 (186)سورة آل عمران .

وقالَ ’’دمنة‘‘:
هَؤُلاءِ الأشقِيَاء ؛ كيفَ تَطُولُ ألْسِنَتُهُمْ الأنبياء !! . لابُدَّ أنْ نَفْعَلَ شيئاً ضِدَّ هؤلاء ، ليعلموا أننا لا نوافِقُهُمْ ؛ وأغضَبَتْنا بَوَائِقُهُمْ .
أَسْرِعْ يا ’’سانسون‘‘ ..  اِجْمَعْ مِنْ سكانِ غابتِنا مَنْ تَقْدِرُ أنْ تَجْمَع ، لنَحْزِمْ أمرَنا فِيما نستطِعْ أنْ نَرُدَّ عليهِمْ ؛ ولْتُسْرِع.

قالَ الملكُ ’’دَبْشـَلِيم‘‘  :
حتى حيواناتِ الغابةِ لَمْ تَحتمِلْ صبراً ؛ وتجتمعْ لتدَبِّرَ أمراً !! ….

قالَ ’’بَيْدَبـَا‘‘  :
ألم تكنْ ناقةُ رسولِ اللهِ مأمورةً وأحدٌ لَمْ يَدفَعْها ؛ يومَ وَصَلَ للمدينةِ مهاجراً لتُنِخْ في مَوضِعِها !! . ألَمْ يأتِ الهُدْهُدُ بنَبَأٍ ؛ لِسَيِّدِنَا سُلَيْمَانَ مِنْ سَبَأٍ !! . وتُحَذِّرُ النملةُ قومَها لِيَدْخُلوا بُيُوتَهُم ؛ بعيداً عن جيوشِ سليمانَ فلا يَحْطِمُونَهُم!! .. .
وقال الله تعالى
 {وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَآئِرٍ يَطِيرُ بَجَنَاحَيْهِ إِلَّآ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم...}
(38) سورة الأنعام .

قالَ الملكُ :
وماذا فعلَ سكانُ غابةِ ’’خِصـْر‘‘ بعدَ اجتماعِهِمْ ؟.

قالَ ’’بَيْدَبـَا‘‘  :
تطوَّعَتْ مجموعةٌ مِنَ الطيورِ ؛ أنْ تَطِيرَ لبلادِ ’’الشالِيمارك‘‘ لتزور؛  وتَحُطْ علَى كل العرائشِ والجُحُور ؛ تقولُ للحيواناتِ وخاصةً الأبقار ؛
لا تَنْسَاقُوا وراءَهُمْ  إنَّهُم مارِقُون ، ولا تَخْشَوْهُمْ .. فإنكم في كلِّ الحالاتِ ستُذْبَحُون ، واعلموا أنَّهم في غابةِ ’’خِصـْر‘‘ وفي أغلبِ الغاباتِ المجاورة ؛ لَنْ يشربوا ألبانَ أبقارِكُم ، ليس لأنهم يَكرَهُونَكم ؛ ولكنْ لأنَّ مَنْ يَحْلِبُونَكُمْ لايقولون ؛ (بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ) حِينَ يَحْلِبُون .
وسنقاطِعُ كلَّ ما إلينا يُلْقُون ، لا نُريدُ منهم شيئاً .. ولَنْ نتعاملَ مَعَ مَا يُنْتِجُون ، حتى يعلموا أننا أيضاً غَضِبْنَا ، وحتى لا يستفيدونَ مِنـَّا . فقد سَمِعْنَا الصيادينَ يقولون :
إلا رسولَ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)  .


الاثنين، 7 أكتوبر 2019

وعد سيندور

وَعْدُ سِــينْدُور




وبعدَ أنْ فرَغَ الملكُ ’’دَبْشـَلِيم‘‘ .. من شئونِ مملكتِهِ التي يَنْظُرُ فيها .. التفتَ للفيلسوفْ ’’بَيْدَبـَا‘‘ وقال :
ولكنْ كيفَ للحـُرِّ يا فيلسوفْ .. أنْ يُصادِقَ عدُوَّهُ ؟!

فقالَ ’’بَيْدَبـَا‘‘ :
واللهِ يا مولاي .. إنها لَمِنَ الأمورِ العجيبةِ التي لا تَدْخُلُ عقلاً .. فكلُّ ما قالَهُ الحاكمُ الجديدُ .. النمرُ ’’شَـَرْواتْ ‘‘ .. يهدِّئُ النُفُوسَ .. ويُنْذِرُ بالسَكِينةِ والطمأنينةِ والأمانِ والخيرِ الكثيرِ .
أما مصادقةُ الأعداءِ .. فليسَ العقلُ يقبلُها .. فإذا كانتْ الصداقةُ بينَهُ وبينَ أعدائِهِ ممكنَةٌ .. فمِنْ أينَ نشأَ العداءُ إذنْ !! …

وأكملَ ’’دمنةُ‘‘ حديثَ أخيهِ ’’كليلةَ‘‘ .. للثورِ ’’مَنـْدَبـَةَ‘‘ قائلاً :
إنَّ فكرةَ مصادقةُ الأعداءِ .. هيَ التي جَعَلَتْ كثيراً منَ الرعايا بالغابةِ يتساءلونَ ؛ ويتعارضونَ ويتظاهرونَ . كما أنَّ الغاباتَ المجاورةَ ؛ أسِفَتْ لهذه الفكرة ؛ لأنَّ لهم عدوٌ مشتركٌ .. هم مجموعةٌ مِنَ الثعالبِ والخنازيرِ والقرودِ .. استوطَنَتْ غابةً تُدْعَى ’’سـاطِين‘‘ ، ليست أرضاً لها ؛ ولكنها ؛ اغتصَبَتْها اغتصاباً .. وأَزْهَقَتْ أرواحاً كثيرةً مِنْ أحيائِها الأصليِّين ، وشَرَّدَتْ مَنْ شَرَّدَتْ ؛ ونَصَبَتْ أعْشَاشَها وتَربَّعتْ فيها وعَرْبَدَتْ ؛ وتَشَعَّبَتْ فيها وتَغَلْغَلَتْ ؛ وعلَى قلبِ أصحابِها مَكَثَتْ ؛ وبجميعِ المبادئِ والعهودِ نَكَثَتْ .
فكيفَ بَعْدَ هذا نَمُدُّ يداً بالصداقةِ ؛ لِمَنْ تَعَمَّدُوا الصفاقة ؛ وسَلَبُوا الحقوقَ ؛ وتغلغلُوا بالشقوقِ ؛ كيفَ يكونُ منهم صَدِيق !!
وانقَلَبَتْ ’’سـاطِين‘‘ ؛ مِنَ الغضبِ إلى بَراكين . وتَنَظَّمَتْ وَحَدَاتٌ ؛ تقاومُ السَرِقات ؛ وتُطْلِقُ الصَرَخات ؛ في هيئةِ الهيئات .

وقال الفيلسوفْ ’’بَيْدَبـَا المِصْرِيُّ‘‘ للملكِ ’’دَبْشـَلِيم‘‘  :
مولاي .. هذا العدُوُّ أسلوبُهُ التفريقُ ؛ فكيفَ يُطْلَقُ عليهِ بعدَ هذا صديقٌ !!. كثيراً في هذه الدنيا تـُغْلَبُ الحقائقُ وتـُقْلَبُ ؛ وتـُحَرَّفُ وتـُزَيَّفُ ؛ فتصبحُ مسخاً يتمسكُ بهِ أصحابُ المصالحِ الفاسدةِ .
ونتَجَ عن هذا أنَّ قائداً في غابةِ ’’دِينْلانْد‘‘ .. اسمُهُ ’’سـِينـْدُور‘‘ .. أَعْطَى هذا العدُوَّ وَعْداً ؛ بأنْ تكونَ غابةُ ’’سـاطِينَ‘‘ لهم أرضاً .

فقالَ الملكُ :
وكيفَ لِمَنْ لا يملِكُ .. أنْ يُعطِيَ مَنْ لا يستَحِقُّ !!

فقالَ الفيلسوف :
ساعَدَهُمْ وسانَدَهُمْ في التَسَرُّبِ إلى هذهِ الغابةُ ؛ وتَرَكَهُمْ بالحِيلَةِ والدَهَاءِ يسرِقُوا الغلابَةَ . بَعْدَها بالقوةِ ؛ يَسْلُبُوا الباقِيَ عُنْوَة .
ومِنْ هُنَا انقَلَبَ حالُ غابةِ ’’سـاطِين‘‘ ؛ وتعاطَفَ معَها جيرانُها على مرِّ السنين . والأعداءُ المغتصبونَ ؛ يَسْلُبُونَ ويَنْهَبُونَ ؛ حتى اعتَبَرُوا لنفْسِهِم غابةً داخلَ ’’سـاطِين‘‘ ؛ أسْمَوْها ’’سـِيدْرابيل‘‘ 0
 كالمرضِ داخلَ الجسمِ يتوسَّعُ ويحتلَّه ؛ إما تقاوِمُهُ وإما دَمَّرَ الجسمَ كلَّه .

فقالَ عابِرُ السبيلِ ’’مَنـْدَبـَةَ‘‘  :
مساكينُ أهلَ ’’سـاطِين‘‘ ؛ الذين في غابتِهِمْ باقُون ؛ والذين هُم خارجَها شارِدُون .
وهل حاكِمُ غابتِكُم ’’خِصـْر‘‘ .. والذي يُدْعَى ’’شَـَرْواتْ‘‘ .. مَدَّ يدهُ فِعلاً بالصداقةِ لحاكمِ غابةَ ’’سـِيدْرابيل‘‘ ؟.

فقالَ ’’كليلة‘‘  :
توَقَّعتْ العقودُ ؛ وتقَطَّعتْ العهودُ ؛ وسُرعانَ صاحبُ الطبعِ إلى طبعِهِ يعود .

ثم سَكَتَ ’’كليلةُ‘‘ ؛ لحظاتٍ قليلةٍ ؛ ونَظَرَ داخلَ ديوانِ الحاكمِ وقالَ :
يبدو أنَّ أموراً بالداخلِ تستلزمُ الوجود ؛ وسأُكملُ الحديثَ عِندما أعود .


السبت، 2 مارس 2013

عابر سبيل في غابة خِصـْر

عابر سبيل في غابة خِصـْر

.....

شاهد الفيديو

.....
.....
قال الملك ’’دبشليم‘‘ للفيلسوف ’’بيدبا‘‘ :
وهل تسلب القيادة ممن يستحق وتـُعطى لمن لا يستحق ؟
قال الفيلسوف :
كل شيء جائز في هذه الدنيا التي يختلف فيها صنوف الناس . وقد حدث ذلك بالفعل ، مما أثار دهشة عابر سبيل في إحدى الغابات والتي تدعى ’’خِصـْر‘‘ لموقعها وسط الغابات .
فقد مر الثور عابر السبيل واسمه ’’مَنـْدَبـَة‘‘ على أخـَوان من أبناء آوى هما ’’كليلة‘‘ و ’’دمنة‘‘ ، يحرسان باب الحاكم ، فسألهما إن كان أحدهما يستأذن له الحاكم ليقابله لبعض شأنه ، ويطلب منه الأمنان ، فإن السباع بطبعها ضارية ولها زئير مخيف .
فضحك ’’دمنة‘‘ وقال :
إن غابة ’’خِصـْر‘‘ اختلفت عن عـُرف باقي الغابات ، فمن المعروف أن الأسود هم ملوك الغابات ؛ أما هنا فالغابة لها حاكم لا يأكل اللحوم ، فإنه الفيل ’’صَنـَادِق‘‘ يحكم الغابة بهدوء وروية .. وليس له طريق أو رؤية ، وخطته .. هي الاحتفاظ بحصته ، وهمه .. أن يطول حـُكمه ، ويحرسه من الضباع أربعة .. حتى لا يهاجمه فأر أو ضفدعة .
فسأل ’’مَنـْدَبـَة‘‘ :
وكيف قام هذا النظام ، وترك السباع والفهود والنمور والضباع عرش المملكة ؟
فقال ’’كليلة‘‘ :
إن العبرة ليست في القوة .. فالقوة تغلبها الحكمة .. والحكمة يغلبها الدهاء .. والدهاء يغلبه الخسة والخديعة .
نزحنا أنا و ’’دمنة‘‘ من بلاد تدعى ’’مَيون‘‘ من عدة سنين ، فسمعنا أنه منذ عشرات السنين قالوا للسباع والضباع ؛ وحوش ضارية .. تهاجم الغابة الغالية .
فزأرت السباع ، وأسرعت السباع والضباع تدافع عن أطراف غابة ’’خِصـْر‘‘ . وكانت الوحوش ؛ ما هي إلا فخاخ كبيرة لا ترحم . سجنت السباع والضباع . فحزن ملك الغابة الأسد ’’أبو شارِد‘‘ أحزاناً قوية .. وافته على الفور إثرها المنية .
وهب نمر من النمور اسمه ’’شـَرْوات‘‘ ، وقفز على العرش منادياً :
أنا البديل ، أنا فداء ’’أبو شارِد‘‘ ، أحمي حماكِ يا غابتي الخضراء .. أصحح الأوضاع فيكِ .. وأحميكِ .. من الغرباء . ويعم الخير فيكِ وأوزعه بسخاء . وتنتهي الغوغاء ، وأصادق الأعداء .. فلا عراك ولا شجار .. وننام الليل بلا أخطار .
وسكت الفيلسوف ’’بَيْدَبَا المصري‘‘ ثم قال :
أثقلت عليك يا مولاي . وعندك شئون هامة الآن . سأكمل بعدها ما أقول .. فإن شرحه سيطول ويطول
.....