كتبهاالفيلسوف بيدبا المصري ، في 9 مارس 2008 الساعة: 20:57 م
أغيثوا ’’كـَرْزَة‘‘
…..قال الفيلسوف ’’بَيْدَبـَا‘‘ :
إن الثور ’’مَنـَدَبَة‘‘ عاد إلى باب ديوان الحاكم والتقى
بـ ’’كليلية‘‘ وهو خارج من الديوان فقال له :
لقد تجولت بالأمس في غابة
’’خِصـْر‘‘ ؛ في الأطراف المتاخمة لغابة ’’سـاطين‘‘ ، فعلمت أن أشرار
’’سِـيدْرابيل‘‘
يحاصرون رقعة
من ’’سـاطين‘‘ .. غويبة صغيرة تدعى
’’كَرْزَة‘‘ . يمنعون عنها كل شيء يستطيعون منعه ؛ وإن استطاعوا أن يحجبوا عنها الشمس والهواء لفعلوا ……
فقال الملك ’’دَبْشـَلِيم‘‘
للفيلسوف ’’بَيْدَبـَا‘‘
:
وكيف ذلك .. ألم يكفهم ما
فعلوه بـ ’’سـاطين‘‘ ؟! .. ألم تخبرني أنهم نهبوا أراضيها واستوطنوا فيها .. واستعمروها استعماراً ، وصاروا فيها تجاراً .. يبيعون
ويشترون ؛ في مصائر أهلها ويفترون .. ألا يخسـئون
؟!!
فرد الفيلسوف ’’بَيْدَبـَا‘‘ :
يقولون لها مجموعة سمت نفسها ’’أساس‘‘ ، تملك الجسارة والسلاح ، وتثير بـ’’سِـيدْرابِيل‘‘ الذعر وتنشر الأتراح . ’’سِـيدْرابِيل‘‘ ليس بها حق فالأرض ليست في الأصل أرضهم ،
ولكنهم .. خُبث الأخباث ، يُزَوِّرون الأحداث ، ومالك ’’سـاطين‘‘ لا يُنصر ولا يُغاث ….
وأكمل الثور ’’مَنْدَبَة‘‘ لـ’’كليلة‘‘ :
أصبحوا في ’’كَرْزَة‘‘ لا يجدون الغذاء الذي به يقتاتون ، ولا يجدون ناراً في البرد بها يتدفئون ، والأمراض
فتكت بأهلها ، وليس لديهم أسباب بها يتمرضون …..
قال الملك ’’دَبْشـَلِيم‘‘ :
وكيف يعيشون ؟ !!
قال ’’بَيْدَبَا‘‘ :
بل يا مولاي .. كيف يموتون ؟ ؛ فالموت انتشر ؛ والقلب انفطر ، فالصغار
تحت أقدام الأشراس يُدهسون ، وبالجوع
والمرض ينتهون ، والطاعنون في السن في هذه البأساء
هالكون .
فقال الملك :
أليس خارج ’’كَرْزَة‘‘ ما يحتاجون ، وإليه يفتقرون ؟
قال ’’بَيْدَبَا‘‘ :
سُدَّت السبل بالأحجار ،
وارتفعت وأصبحت أسوار ، ولم يبق لهم سوى
بعض المعابر
، أُقفلت في وجه من أراد أن يغادر . وكأن العدو والصديق والأهل ؛ يتعاونون على إهلاكهم ، رغم أ، الله تعالى قال في كتابه الحكيم {… وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ
تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ
وَالْعُدْوَانِ …}
من الآية (2)
سورة المائدة .
وقال الثور ’’مَنْدَبَة‘‘ العائد من جولته لـ’’كليلة‘‘ المعروف بفطنته :
ساعدتهم مجموعة ’’أساس‘‘ في هدم أجزاء من السور .. ليتمكنوا من المرور … ولكن الحراس ؛ أعادوا بناء ما
هدمته مجموعة ’’أساس‘‘ .. لِمَ يا ’’كليلة‘‘ ؟ ألستم متضامنين معهم ؟!
قال ’’كليلة‘‘ :
يحرص الحاكم ’’صَنادِق‘‘ على اتفاق الصداقة بين ’’سِـيدْرابِيل‘‘ والحاكم السابق . ويخشى
تسرب
المتطوعين بالسلاح .. ففي الاتفاق ؛ العنف في هذا الجناح ؛ غير جائز ولا يباح …. كما أنه يخشى أن الرغبة في نفس من عبر تجيش .. ليستقر في غابتنا
ويعيش .. ويترك ’’كَرْزَة‘‘ نهباً لأشراس الوحوش . وهنا لن تنتظر
’’فَتـْويكا‘‘ وتصيح .. سنأتيكم نريحكم
ونستريح ….
سأل ’’مَنْدَبَة‘‘ :
ومن هذه ’’فَتـْويكا‘‘ ؟
فرد ’’كليلة‘‘ :
إنها تَجَمُّع غابات بعيدة ..
سرقت كل وحش ألمعي بزيفها من حرية ،
ووفرة كل
المقومات القوية .. للحياة الكريمة السخية ، فقويت بهؤلاء .. وعلى كل غابات العالم أن تقدم لها الولاء .. وأغلب الغابات تعمل لها ألف حساب
؛ وكل ماتطلبه منها مجاب .
فقال ’’مَنْدَبَة‘‘ :
أليس لـ’’سـاطين‘‘ سلطة أو حاكم ؛ يطلب
من ’’سِـيدْرابيل‘‘
أن تتوقف ؛
عن هذا الحصار وبالصغار والعجائز تتلطف ؟ . أو أن
يطلب من الحاكم ’’صَنَادِق‘‘ .. أن يسمح لمن بالنية صادق .. المرور لجلب ما يطلب من حاجته .. يحملها
ويعود لغابته ؟ ..
فقال ’’كليلة‘‘ :
إن ’’سِـيدْرابِيل‘‘
تُضَيِّق
الحصار .. إلى أن يُسدل على جماعة ’’أساس‘‘ الستار ، وتترك السلاح
والصياح …. كما أن السلطة و’’أساس‘‘ في خلاف .. ولابد من تجمع الأطراف ..للحوار والاتفاق .. ليزدادوا
قوة وانطلاق ..
فإذا اتَّفَقَ على شيء حاكم ’’سـاطين‘‘ ، فذته الجماعات أجمعين
.. وصارت كلمة الحاكم قوية .. ولاتفاقِهِ وزْنٌ ومصداقية .
قال الملك ’’دَبْشـَلِيم‘‘ :
وهل ينتظر من يموتون .. أن الجماعات يتفقون !!
قال ’’بَيْدَبَا‘‘ :
ليس لهم ذنب هؤلاء الغلابة يا مولاي .. ولكن المسئولية تقع على ’’سِـيدْرابِيل‘‘
وجماعات ’’سـاطين‘‘ وغابة ’’خِصـْر‘‘ وبهذه الأولوية .. وندعوا
الله لأهل ’’كَرْزة‘‘ ؛ أن يرفع عنهم الحصار وينالون
العزة .
…..