عابر سبيل في غابة خِصـْر
.....
شاهد الفيديو
.....
.....
قال الملك ’’دبشليم‘‘ للفيلسوف ’’بيدبا‘‘ :
وهل تسلب القيادة ممن يستحق وتـُعطى لمن لا يستحق ؟
قال الفيلسوف :
كل شيء جائز في هذه الدنيا التي يختلف فيها صنوف الناس . وقد حدث ذلك بالفعل ، مما أثار دهشة عابر سبيل في إحدى الغابات والتي تدعى ’’خِصـْر‘‘ لموقعها وسط الغابات .
فقد مر الثور عابر السبيل واسمه ’’مَنـْدَبـَة‘‘ على أخـَوان من أبناء آوى هما ’’كليلة‘‘ و ’’دمنة‘‘ ، يحرسان باب الحاكم ، فسألهما إن كان أحدهما يستأذن له الحاكم ليقابله لبعض شأنه ، ويطلب منه الأمنان ، فإن السباع بطبعها ضارية ولها زئير مخيف .
فضحك ’’دمنة‘‘ وقال :
إن غابة ’’خِصـْر‘‘ اختلفت عن عـُرف باقي الغابات ، فمن المعروف أن الأسود هم ملوك الغابات ؛ أما هنا فالغابة لها حاكم لا يأكل اللحوم ، فإنه الفيل ’’صَنـَادِق‘‘ يحكم الغابة بهدوء وروية .. وليس له طريق أو رؤية ، وخطته .. هي الاحتفاظ بحصته ، وهمه .. أن يطول حـُكمه ، ويحرسه من الضباع أربعة .. حتى لا يهاجمه فأر أو ضفدعة .
فسأل ’’مَنـْدَبـَة‘‘ :
وكيف قام هذا النظام ، وترك السباع والفهود والنمور والضباع عرش المملكة ؟
فقال ’’كليلة‘‘ :
إن العبرة ليست في القوة .. فالقوة تغلبها الحكمة .. والحكمة يغلبها الدهاء .. والدهاء يغلبه الخسة والخديعة .
نزحنا أنا و ’’دمنة‘‘ من بلاد تدعى ’’مَيون‘‘ من عدة سنين ، فسمعنا أنه منذ عشرات السنين قالوا للسباع والضباع ؛ وحوش ضارية .. تهاجم الغابة الغالية .
فزأرت السباع ، وأسرعت السباع والضباع تدافع عن أطراف غابة ’’خِصـْر‘‘ . وكانت الوحوش ؛ ما هي إلا فخاخ كبيرة لا ترحم . سجنت السباع والضباع . فحزن ملك الغابة الأسد ’’أبو شارِد‘‘ أحزاناً قوية .. وافته على الفور إثرها المنية .
وهب نمر من النمور اسمه ’’شـَرْوات‘‘ ، وقفز على العرش منادياً :
أنا البديل ، أنا فداء ’’أبو شارِد‘‘ ، أحمي حماكِ يا غابتي الخضراء .. أصحح الأوضاع فيكِ .. وأحميكِ .. من الغرباء . ويعم الخير فيكِ وأوزعه بسخاء . وتنتهي الغوغاء ، وأصادق الأعداء .. فلا عراك ولا شجار .. وننام الليل بلا أخطار .
وسكت الفيلسوف ’’بَيْدَبَا المصري‘‘ ثم قال :
أثقلت عليك يا مولاي . وعندك شئون هامة الآن . سأكمل بعدها ما أقول .. فإن شرحه سيطول ويطول
.....