السبت، 2 مارس 2013

الزعامة من باب القيادة

الزعامة من باب القيادة

.....

شاهد الفيديو

.....
كنت أسمع من الحكماء قبلي ، تقول إن الملوك لها سورةٌ (علامة) كسورة الشراب ، فالملوك لا تفيق من السورة إلا بمواعظ العلماء وأدب الحكماء . والواجب على الملوك أن يتعظوا بمواعظ العلماء . والواجب على العلماء تقويم الملوك بألسنتها ، وتأديبها بحكمتها ، وإظهار الحجة البينة اللازمة لهم ، ليرتدعوا عما هم عليه من الاعوجاج والخروج عن العدل .
قال لي الملك :
ما قولك في الزعامة يا فيلسوف ؟
قلت :
الزعامة من باب القيادة ، والقائد من يُنَصَّب على جمع قليل كان أم غفير فهو قائد .
الملك قائد على شعب مملكته ، ورئيس الجند قائد على جنوده ، ... وشيخ المنصر قائد على لصوصه .
والقيادة موروثة لدى الملوك ، وقد تكون بالتنصيب لسمات البراعة والتفوق والسلوك ؛ لاحظها أولوا الأمر .. كقائد الحرس . وقد تكون شورى بالمبايعة والاختيار ؛ في الشعوب الحرة وكيانات الأحرار .. كالخليفة للمسلمين . أما القيادة المفروضة بالقوة ؛ كما في سوق الغلابة ذو الجبروت ينصب نفسه .. فتوة .
يتقرب للقائد بعض من جماعته ؛ أو يقربهم إليه ؛ حسب طموحاته وفكره وحاجته .
فإذا أراد السلطة والهيمنة ؛ اقترب منه أو قرب إليه أصحاب اليد الطولى والأشراس ، وهم بالطبع فئة لا تتميز بالكثرة ولا بالمودة ولا برقة الإحساس .
وإذا أراد المال ؛ اقترب منه أو قرب إليه أصحاب المصالح المالية ومحترفي جمع المال ؛ بأي صورة وبأي حال ، وهم منخرطون في همهم ، وليس لهم سيد غير المال فلا يقوى قائد بهم .
وقد يبحث القائد عن أوجاع جماعته وتطلعاتهم ؛ يتعلمها ويعيشها ويشعر بها ليعالجها ويخفف معاناتهم ، فيلتف حوله أغلب من في جماعته ، وبقدر شعوره بحاجاتهم يكون التفافهم حوله وشحذ همته... وهنا تأتي الزعامة .
فالزعيم قائد يستمد قوته ؛ من التفاف جماعته ، فيأخذ من حكمتهم ويجمع خبراتهم ، فيقوى بمساندتهم لمعالجة مشكلاتهم .
والملك الزعيم هو القوي بحب شعبه له ، وحرصه على مصالحهم أهم شغله .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق