الاثنين، 11 نوفمبر 2024

هدم العرائش والحصون

 هدم العرائش والحصون

…..

.قال الملك ’’دَبْشَلِيم‘‘  :

وماذا بعد يا فيلسوف ؟ .. ماذا كان من أمر غابة ’’خِصْر‘‘ بعد موقعة الثأر ؟

قال الفيلسوف ’’بَيْدَبَا‘‘  :

إن الخسيس إذا وُضِعَ في المسئولية ، قلبها محسوبية ، واعتبر ما كُلِّف به نقطة قوة ، وأصبح من ذوي النفوذ والسطوة ، وللشر عَطِش ، وبالظلم بطش . فقد أكمل ’’كليلة‘‘ حديثه للثور ’’مَنْدَبَة‘‘ قائلاً :

تنبه الحاكم ’’شَرْوَات‘‘ ؛ لبعض المشكلات ، فبعد أن فرغ من موقعة الكرامة ، اكتشف أن في ’’خِصْر‘‘ ؛ المساعدين انقلبوا معوقين ، ينشرون الذعر ، ويقيدون الحر ، بلا ذنب أو قضية ، سوى للمصالح الشخصية ، وبالسنين يُترَكون ؛ في العرائش والحصون .

فجمعهم .. وقال لهم .. اتبعوا الأصول مع الرعية يا رفاق ، وانشروا الأمان وقللوا الإنفاق .

فأجمعوا أمرهم .. ليهددوا .. سنطلب الانسحاب ، ولن نعاونك وليبدأ الخراب .

فتفاجأوا بأنه رضي انسحابهم . وقال سأصحح الأوضاع ، وأرفع عن رعيتي الأوجاع ، وأهدم العرائش والحصون ، التي كانوا بها يُقَيَّدون ويُتْرَكون . وسأختار آخرين معاونين ، من العاملين الهادئين .

وقال .. باسمك يا رب ، لن أسكت على العيب ، ولا هتك الأستار ، وتتبُع الأسرار .

قال الملك :

هذه والله نقطة تحسب له ، فلا أسوأ من التجسس ، وتتبع الأسرار والتلصص ، ومن يتلفظ بما لا يليق ، تلزمه وقفة حتى يتأدب ويفيق .

فقال ’’بَيْدَبَا‘‘  :

ولكن الشر ليس بسهولة ينهار ، فسيفكر في وسيلة أخرى ولن يحتار .. فقال ’’كليلة‘‘ للثور ’’مَنْدَبَة‘‘  :

دفعوا له جماعات وجماعات ، بأي شيء منددة بالصيحات.. زوجته ؛ أولى نمرات ’’خِصْر‘‘ تُراقِص الضبع الكبير حاكم غابات ’’فَتْوِيكا‘‘ ، ولا نرضى أي اتفاق مع ’’سِدْرَابِيل‘‘ ، .. ومن كل ميدان شوكة وتهليل ، لتَصْعُبَ المسيرة وتتعثر ، وتشوه مكاسب ’’خِصْر‘‘ وبالشك تتأثر .

فقال الملك :

أليسوا على حق ؟! .. فذلك لا يصح .. وهذا غير مستساغ .

فقال ’’بَيْدَبَا‘‘  :

إن لكل حاكم رأيه وحكمته ، وتسير على نهجه سياسته ، فالحاكم ’’أبو شارد‘‘ كان يرى أن ما أخذ بالعنف ؛ يسترد بالعنف . ولكن الحاكم ’’شَرْوَات‘‘ لا يُصَرِّح إلا بما يُلَوِّح ، وبداخله في عمق فكره ومكره ؛ إن ما أخذ بالعنف ولا نستطيع استرداده بالعنف للخروج عن نطاق إمكانياتنا ، نحاول أن نسترده بالحيلة والدهاء .. فلابد من إخفاء بعض الأشياء ،وإظهار بعض الأستار . وقال ’’مَنْدَبَة‘‘ سائلاً ’’كليلة‘‘  :

وكيف استطاع الصمود ؛ في هذا الجو المشدود ، ليواصل المسيرة ، بحيَله المكيرة ؟

قال ’’كليلة‘‘  :

كان بالعنف تارة يصيح ويتوعد ويتصعد ، وباللين تارة يجيب ؛ كأنه الأب الحبيب . حتى هدأت الأمور ، وظن أنه انتهت الشرور .

قال الفيلسوف ’’بَيْدَبَا المصري‘‘  :

أستأذنك يا مولاي الآن ، حتى لا أطيل عليك فعندك من الأمور ألوان

فأذن له الملك بالانصراف .

…..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق